حوار خاص للجمهورية الجديدة مع المعالجة النفسية أمينة البدري عبدالعظيم حول ظاهرة الانتحار بين الطلاب
كتب: فاطمة الحداد
انتشرت ظاهرة الانتحار بكثرة في الفترة الأخيرة، فهناك الكثير من الطلاب اقدموا على تلك الخطوة خاصة طلاب كلية الطب، فكيف يمكننا تقليل ظاهرة الانتحار وتقليل الضغط النفسي والأفكار السلبية وما هو دور الأصدقاء والأهل نحو الشخص الذي يشعر بضغط نفسي ويريد الانتحار وكيف نحمي صحتنا النفسية؟
وفي حوار خاص مع "أمينة البدري عبد العظيم"، معالجة نفسية شعورية ومرشدة نفسية معتمدة من جامعة عين شمس، وأخصائي علاج معرفي واخصائي علم نفس اكلينيكي من معهد الدراسات النفسية، سوف نجاوب على جميع التساؤلات بشأن ذلك الموضوع.
وعن طرق المساعدة التي يجب تقديمها لهؤلاء، قالت: "يمكننا أن نساعد الشخص الذي يريد الانتحار عن طريق الدعم والمساندة والاستماع والاحتواء والتفهم، في أوقات كثيرة الشخص حينما تزداد عليه الضغوط يزداد معه انه يريد أن يستمع لنصائح، يحتاج بشدة أن يشعر أن هناك أحد يستمع له ويشعر به وأنه ليس بمفرده يريد أن يشعر أن أحد يشعر بمشاعره وافكاره لا يريد نقد ونقاشات وحوارات فارغة فقط يريد احتواء واستماع جيد ونصائح، لأن كثرة النقد والحوارات الفارغة ستجعله يشعر بالمزيد من الضغط النفسي والوحدة يجب أن نقل لشخص المتعب نفسيا ومن يريد الانتحار أننا نشعر به وبجواره وأنه ليس بمفرده وأن نعرف احتياجات ذلك الشخص ماذا يريد، ويجب أن نعبر له عن حبنا الشديد له وأن نذكر له مواقف إيجابية فعلها من قبل وانه كم هو شخص جيد،نتركه يعبر عن مشاعره وغضبه وحزنه نجعله يفرغ كل المشاعر السلبية التي يشعر بها."
أما عن من يعانون من هذا التفكير بشدة، فقالت: "إذا كانت الأفكار الانتحارية شديدة لديه وملحة فيجب أن نعرضه فورا إلي طبيب نفسي حتي يكتب له الأدوية ومتابعة طبية."
وكما يقولون الوقاية خير من العلاج، فعن كيفية وقاية الطلاب والشباب من هذا التفكير، أوضحت: "حتى نستطيع أن نقلل الضغط النفسي وحتى لا نصل لمرحلة الانتحار، يجب علينا أن لا نعيش في دور المثالية المفرطة وأن لا نجعل افكارنا تسيطر علينا، يجب أن نتقبل اخطائنا وأن لا يجب أن نفعل الشيء بنسبة كبيرة وأن لا نقارن نفسنا بشخصًا آخر خاصة "مواقع التواصل الاجتماعي" أن لا نقارن نفسنا بالأشخاص الذين يضعون الإنجازات الخاصة بهم، ألا نجعل كلام أحد يؤثر بنا، ويجب أن نرتب أفكارنا ومشاعرنا لأنها أكبر عامل للضغط النفسي الأفكار السلبية تؤثر علينا بشكل كبير مثل أفكار عن الفشل في المستقبل وذلك سيسبب لك الكثير من التوتر والقلق والأحباط النفسي."
وصرحت عن وجود شيء يدعي "هرمونات التوتر" وأنها تعمل طوال الوقت، فهكذا تضع نفسك في ضغوط نفسية أكثر، ولذلك يجب أن نناقش الأفكار السلبية لأنها معيق يعيق عنا الاستمتاع بالحياة، ويفضل أن نراقب أفكارنا كل يوم وأن نكتب في ورقة كل مانفكر به ونحسب كم فكرة سلبية جائت في ذهننا طوال اليوم،وأن نذكر انفوسنا أن الأفكار السلبية تجعلنا تحت ضغط نفسي كبير، ويجب أن لا نلوم انفوسنا علي اخطاء الماضي طوال الوقت لأن لا شيء سيعيد الماضي وأن لا تضع احتمال واحد لكل شيء كل شيء له حلول وبدائل ضع بدائل دائما كن شخص مرن حتي لا تسيطر عليك الأفكار السلبية التي تؤدي بعد ذلك إلي أفكار انتحارية.
ويجب أن نشكر انفوسنا أن التجارب التي حدثت معانا تخلق منا شخصيات جديدة ودروس جديدة فايجب أن لا نظل نعاتب انفسنا علي الماضي ونظل نفكر به وأن نذكر انفسنا إننا مسؤولين عن انفوسنا فقط لا عن المستقبل ولا شيء آخر وأن لا نظل نحكم علي الآخرين حتي لا نشعر باحباط نفسي.
وتحدثت عن طرق بسيطة آخري تجعلنا نقلل الضغط النفسي الذي نشعر به حتى تصبح صحتنا النفسية أفضل وهي:التنفس بطريقة صحيحة، الأهتمام بالطعام وشرب الماء بكثرة، أن لا اضع أحكام علي نفسي وعدم جلد الذات، نطلب المساعدة من الأشخاص الذين نثق بهم، نتعلم أن نقول كلمة "لا" حينما يكون الشيء فوق قدرتنا ولدينا أشياء كثيرة،لا نعيش لإرضاء الآخرين.
واختتمت البدري كلامها: "حتى نسطتيع تقليل ظاهرة الانتحار يجب أن يكون هناك توعية وطلب مساعدة من الآخرين حينما نجد انفوسنا داخل دائرة الأفكار السلبية، وأن فكرة الانتحار لا تأتي فجأة بداتيها تكون مرحلة الاكتئاب شديدة لذلك يجب أن يكون هناك دعم ومساندة من الآخرين وطلب المساعدة ومصارحة الأشخاص بالأفكار وطلب مساعدة طبية، وإذا لاحظنا علي شخص تغير كبير في شخصيته اصبح يهمل في نفسه بقوة يجب أن نقف بجواره وإذا ازداد سوء يجب أن نذهب به إلي طبيب نفسي فورًا".
وقدمت نصائح لطلاب الذين يشعرون بضغط نفسي قوي:
-أولًا: أيها الأهالي لا تضغطوا أولادكم و لا تقارنوهم بغيرهم وكونوا مصدر أمان وتشجيع لهم.
-ثانيًا: أن تستعين بالله وتوكل علي الله عليك بالسعي وأن تترك النتائج علي الله.
ثالثًا: يجب أن يكون لديك ثقة بالنفس ومعرفة الإيجابيات ونقاط القوة والضعف وتقوية نقاط القوة والتغلب علي نقاط الضعف.
رابعًا: تغلب علي أفكارك السلبية وتخيل سنريوهيات غير حقيقة لأن ذلك سيجعلك تعيش حالة من التوتر والقلق والضغط النفسي.
خامسًا: توقف عن قول كلمات سلبية لنفسك واستبدلها بكلمات إيجابية.
سادسًا: لا تفكر في نظرة الآخرون لديك كن فخورا بنفسك كما انت و لا تهتم برأي أحد.
سابعًا: اسأل نفسك دائما ما اسواء الاحتمالات التي يمكن أن تحدث وهل إذا حدث شيء سيء هل معني ذلك نهاية الحياة؟ستتأكد حينها أن لا شيء سيجعل الحياة تقف وأنها مستمرة وأن كل شيء يمر.
ثامنًا: درب عقلك على الشعور بالنجاح اغمض عينك وتخيل نفسك في وسط أهدافك واحلامك ستشعر حينها بمشاعر إيجابية واسترخاء.
تاسعًا: التنفس العميق يهدأ العقل من الشعور بالضغط النفسي.
وفي النهاية يجب أن نذكر انفوسنا أن الحياة ما هي رحلة إلا وسوف تنقضي وأن الهدف من الحياة عبادة الله سبحانه وتعالي وانه خليفة علي الأرض وانه مخلوق مكرم من الله وأن كل شيء صعب سوف يمر ويصبح ذكري من الماضي وأن المدارس والجامعات والإعلام يجب أن ينشروا التوعية في كل مكان ويجر أن ننشر ثقافة تقبل الفشل وجعله خطوة للنجاح ويجب أن نذكر انفوسنا أن العلاج النفسي شيء مهم وليس وصمة عار،يجب أن ننشر ثقافة تعزيز الثقة بالنفس وأن نجد دائما حلول بديلة لكل شيء وأن لا نتصلب لرأي ما.