مهندس هولندي يراهن على إعادة إحياء سيناء لإنقاذ البيئة العالمية
كتب: مادونا صمويل
أحد أبرز جوانب مشروع فان دير هوفن هو التركيز على بحيرة البردويل في شمال سيناء. هذه البحيرة، التي كانت في الماضي عميقة ومليئة بالحياة البحرية، تدهورت بشكل كبير وأصبحت ضحلة وساخنة ومالحة. فان دير هوفن يخطط لإنشاء مداخل مد وجزر جديدة وتجريف "الوديان المدية" لزيادة تدفق مياه البحر إليها، مما سيعمل على تحسين عمقها وملاءمتها للحياة البحرية.
وفقاً لخطة فان دير هوفن، ستستخدم الرواسب المستخرجة من البحيرة لتخصيب التربة المحيطة بها، مما سيساهم في إعادة تشجير المنطقة. الخطوة التالية ستكون استعادة الأنهار القديمة التي كانت تجري في سيناء، وهو ما سيساعد على استعادة الغطاء النباتي في المنطقة. يرى فان دير هوفن أن إضافة النباتات إلى المناظر الطبيعية سيؤدي إلى زيادة التبخر وتكوين المزيد من السحب، مما سيساهم في زيادة هطول الأمطار وتحسين جودة الهواء.
يقدّر فان دير هوفن أن عملية استعادة البحيرة بالكامل قد تستغرق من 5 إلى 7 سنوات، بينما قد يستغرق التوسع في عملية التشجير على نطاق أوسع من 20 إلى 40 عاماً. ويدرس حالياً أي أنواع النباتات ستكون الأكثر ملاءمة للبقاء في ظل تأثيرات تغير المناخ.
المشروع يعتبر طموحاً للغاية ويعتمد على نموذج إعادة التشجير الناجح الذي تم تنفيذه في هضبة اللوس في الصين. هناك، أنجزت جهود إعادة التشجير على نطاق واسع نتائج إيجابية تشمل زيادة الغطاء النباتي وتقليل تآكل التربة.
ومع ذلك، يواجه مشروع فان دير هوفن تحديات كبيرة، بما في ذلك عدم الاستقرار الإقليمي المستمر في المنطقة والصراع في غزة، الذي يؤخر بدء العمل الفعلي على المشروع. رغم هذه التحديات، يظل فان دير هوفن متفائلاً بأن مشروعه يمكن أن يسهم في تحقيق الاستقرار البيئي والاقتصادي في سيناء.
فان دير هوفن يؤمن أن الاستعادة البيئية على نطاق واسع هي السبيل الوحيد لمواجهة التغيرات المناخية والأزمات البيئية. يقول إن الوقت ليس في صالحنا، ويجب التحرك بسرعة لتحقيق أهدافنا البيئية قبل فوات الأوان.