الزمن الداخلي: هل يمكننا التحكم بإحساسنا بالوقت؟
كتب: مريم هاني
نشعر كثيرًا في حياتنا اليومية أن الوقت إما يمر بسرعة فائقة أو يسير ببطء شديد. يوم مليء بالأنشطة يبدو وكأنه لحظات، بينما دقائق الانتظار قد تبدو كأنها ساعات. هل تساءلت يومًا لماذا نشعر بالوقت بشكل مختلف؟ وهل يمكننا "برمجة" عقولنا للتحكم في هذا الإحساس؟
الزمن ليس كما نراه الوقت مفهوم فيزيائي ثابت، ولكن عقولنا تترجمه بشكل ذاتي تمامًا.
علم النفس يشرح أن إحساسنا بالزمن يعتمد على عوامل مثل العمر، الحالة العاطفية، وعدد التجارب الجديدة. الأطفال مثلاً يشعرون بأن الأيام طويلة لأن كل شيء جديد عليهم.
بينما البالغون، الذين اعتادوا على الروتين، يشعرون بأن السنوات تمر كوميض.
لماذا يبدو الوقت أسرع مع التقدم في العمر؟
أحد التفسيرات الشائعة هو ما يُعرف بـ"نظرية النسبة المئوية".
عندما تكون طفلًا بعمر 5 سنوات، فإن عام واحد يشكّل 20% من حياتك، بينما عند بلوغك 50 عامًا، يشكّل العام 2% فقط. هذا يعني أن عقولنا تعطي أهمية أكبر للأحداث في البدايات، وتقل مع مرور الوقت.
ختامًا، إحساسنا بالزمن ليس إلا وهمًا تصنعه عقولنا.
لذا، بدلاً من أن نلاحق عقارب الساعة، فلنحاول الاستمتاع باللحظة، ونعيش كل ثانية وكأنها الأهم.
الزمن ليس عدونا، إنه فقط مرآة لما نفعله بحياتنا.