المصالح الإسرائيلية في سوريا: الأمن، الجولان والتوازن الإقليمي
كتب: مريم هاني
إسرائيل تولي أهمية كبيرة لسوريا من ناحية مصالحها الأمنية والجغرافية، نظراً للحدود المشتركة بين البلدين، وللسياق الإقليمي المعقد الذي يحيط بهما.
تعد سوريا من أبرز القضايا الاستراتيجية لإسرائيل في الشرق الأوسط، وتتمثل مصالحها في عدة جوانب رئيسية:
١-الأمن والاستقرار في الحدود الشمالية:
إسرائيل تسعى لضمان استقرار حدودها الشمالية مع سوريا، حيث كانت هناك دائمًا مخاوف من تهديدات أمنية متوقعة من القوات السورية أو المجموعات المسلحة الموالية لسوريا مثل حزب الله اللبناني. بعد حرب 1967، سيطرت إسرائيل على هضبة الجولان، وهي منطقة استراتيجية تطل على جزء كبير من الأراضي السورية، مما يمنحها أهمية عسكرية وأمنية خاصة. تسيطر إسرائيل على هذه المنطقة بشكل فعلي وتعتبرها جزءاً من أمنها القومي.
٢-إيران ووجودها العسكري في سوريا:
منذ اندلاع الحرب السورية في عام 2011، زادت المخاوف الإسرائيلية من تعاظم النفوذ الإيراني في سوريا. إيران تدعم النظام السوري ووجود ميليشيات موالية لها، وهو ما يعتبر تهديدًا مباشرًا للأمن الإسرائيلي. إسرائيل ترى في هذه الترتيبات تهديدًا لاستقرارها، وبالتالي تواصل تنفيذ هجمات على الأهداف الإيرانية في سوريا لضمان أن القوات الإيرانية والمجموعات المدعومة من طهران لا تقترب من حدودها.
٣-الجولان وتطوير الموارد:
إسرائيل تواصل استثمار الجولان على الصعيد الاقتصادي والعسكري. الجولان يُعتبر من أهم المناطق للمياه في إسرائيل، ويضم مصادر مائية مهمة في مثلث الحدود بين سوريا ولبنان وإسرائيل. علاوة على ذلك، فإن السيطرة على الجولان تعزز من قدرة إسرائيل على مراقبة الأنشطة العسكرية في المنطقة.
٤- التوازن الإقليمي:
تسعى إسرائيل إلى منع أي دولة عربية أخرى من الحصول على نفوذ قوي في سوريا، خاصة إذا كان هذا النفوذ يشمل معسكرات معادية لها مثل إيران أو روسيا. فإسرائيل تدرك أهمية العلاقات السياسية والعسكرية الدولية التي تساهم في تحديد مستقبل سوريا. من هنا، تعمل إسرائيل على تطوير علاقات مع قوى إقليمية ودولية لتحقيق مصالحها في المنطقة، بما في ذلك التعاون الأمني مع الولايات المتحدة.
٥-الوجود الأمريكي:
إسرائيل تدعم الوجود الأمريكي في سوريا باعتباره حجر الزاوية في استراتيجيتها الإقليمية. الولايات المتحدة تحتفظ بوجود عسكري في سوريا وتدعم بعض الجماعات المعارضة للنظام السوري، مما يعزز المصالح الإسرائيلية في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بتقييد النفوذ الإيراني.
٦-عملية السلام والاحتلال:
إسرائيل تسعى لتقوية موقفها في محادثات السلام مع سوريا. كانت هناك عدة محاولات في الماضي للتفاوض حول استعادة سوريا الجولان مقابل السلام، لكن هذه المفاوضات توقفت لعدة أسباب، أبرزها رفض إسرائيل التخلي عن الجولان. تستمر إسرائيل في التأكيد على موقفها بأن الجولان جزء من أراضيها، رغم أن المجتمع الدولي يظل منقسمًا حول هذه المسألة.
في النهاية،تعتبر سوريا نقطة محورية في استراتيجية إسرائيل الأمنية، وتهتم إسرائيل بجعل الجولان أداة لتعزيز أمنها ومواردها الاقتصادية. ورغم العلاقات المتوترة، تبقى المصالح الإسرائيلية في سوريا محورية، سواء في مجال الأمن أو التوازن الإقليمي.
.jpeg)
.jpeg)
