فن الكوميكس "الفن التاسع" في العالم العربي: كيف تطورت الرسوم المصورة مع الزمن؟!
كتب: مريم هاني
وفى كتاب "سكوت مكلاود" المهم: (فهم الكومكس understanding comics) قال: بما ان الكوميكس عمل وضع فى وسط ورقى زى الكتاب لكن يحتوى على رسومات زى اللوح و تنتج تاثيرا بتتابعها زى السينما، و أطلق عليه النقاد المعاصرون الفن التاسع (بالرجوع لفنون الإغريق الخمسة)
البدايات الأولى:
فن الكوميكس ظهر لأول مرة في العالم العربي خلال النصف الأول من القرن العشرين. في البداية، كانت القصص المصورة موجهة للأطفال، ومن أشهر المجلات التي قدمت الكوميكس في ذلك الوقت كانت "مجلة سمير" في مصر و"مجلة بساط الريح" في لبنان. هذه المجلات ركزت على تقديم قصص مغامرات بسيطة وتعليمية.
الستينيات والسبعينيات: "والذي سُمي العصر الذهبي للكوميكس"
في الستينيات والسبعينيات، شهد فن الكوميكس ازدهارًا كبيرًا في المنطقة. مجلات مثل "ميكي" في مصر و"المغامرون الخمسة" و"سوبرمان" بنسختها العربية أصبحت رائجة. الكثير من القصص المصورة في تلك الفترة كانت مقتبسة من الكوميكس الغربي، مثل الشخصيات الشهيرة سوبرمان وباتمان، ولكن مع تعديلات لجعلها ملائمة للثقافة العربية.
مع الوقت، لم تعد القصص المصورة مقتصرة على الأطفال فقط، بل أصبحت وسيلة للتعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية. ظهرت أعمال تنتقد الأنظمة السياسية وتعكس التحديات الاجتماعية والاقتصادية. بعض الفنانين العرب استخدموا الكوميكس كوسيلة للتعبير عن قضايا مثل الفقر، حقوق المرأة، والحروب.
الإنترنت وظهور الكوميكس الرقمي:
مع انتشار الإنترنت في العالم العربي، تطور فن الكوميكس ليصبح رقميًا. العديد من الفنانين بدأوا في نشر أعمالهم على منصات التواصل الاجتماعي ومواقع الويب، مما جعل هذا الفن أكثر انتشارًا وسهل الوصول إلى جمهور أوسع. بعض الفنانين الشباب استغلوا الإنترنت لإيصال رسائل سياسية واجتماعية بصورة ساخرة وفنية.
فإن فن الكوميكس في العالم العربي مر بتحولات كبيرة منذ بداياته وحتى الآن، من كونه مجرد وسيلة ترفيه للأطفال إلى أداة قوية للتعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية. مع وجود فنانين موهوبين ومبدعين، ومستقبل رقمي متجدد، يبدو أن الكوميكس سيظل جزءًا مهمًا من الثقافة العربية الحديثة.