هل تحتاج المرأة إلى نوم أكثر من الرجل؟
كتب: مريم هاني
١-الاختلافات البيولوجية وتأثيرها على النوم:
أحد الأسباب المحتملة لاحتياج النساء إلى نوم أكثر هو الاختلافات البيولوجية. تظهر الأبحاث أن النساء غالباً ما يقمن بتعدد المهام، أي أداء عدة أنشطة ذهنية وجسدية في وقت واحد. تعدد المهام هذا يزيد من استهلاك الطاقة العقلية مقارنة بالرجال الذين يميلون إلى التركيز على نشاط واحد في وقت معين. أظهرت دراسة أجرتها جامعة ديوك أن الدماغ يحتاج إلى مزيد من الراحة بعد استهلاك قدر كبير من الطاقة العقلية، وهو ما يفسر حاجة النساء إلى قسط أكبر من النوم لاستعادة نشاطهن.
تأثير التغيرات الهرمونية:
تلعب الهرمونات دورًا كبيرًا في جودة ومدة النوم عند النساء. التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال دورة الطمث، الحمل، وسن اليأس يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نمط النوم. على سبيل المثال، خلال الحمل، تعاني العديد من النساء من الأرق أو الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل. في هذه الفترات، يصبح من الصعب الحصول على نوم متواصل وعميق، مما يزيد من الحاجة إلى نوم إضافي لتعويض هذه التقلبات.
اضطرابات النوم عند النساء:
الدراسات تشير أيضًا إلى أن النساء أكثر عرضة للمعاناة من اضطرابات النوم مقارنة بالرجال. وفقًا لبعض الأبحاث، النساء قد يعانين من مشكلات مثل الأرق أو توقف التنفس أثناء النوم بنسبة أعلى. نتيجة لذلك، قد تحتاج النساء إلى قسط أكبر من النوم لتعويض فترات النوم المتقطع أو اضطرابات النوم التي تواجهها.
العوامل الاجتماعية والضغوط اليومية:
إلى جانب الأسباب البيولوجية، تلعب العوامل الاجتماعية دورًا في حاجة المرأة إلى النوم. النساء غالبًا ما يتحملن مسؤوليات متعددة، مثل العمل خارج المنزل، العناية بالأطفال، وإدارة شؤون الأسرة. هذا الجمع بين الأدوار قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر والإرهاق، مما يجعل النوم الكافي ضرورة لتجديد النشاط الجسدي والعقلي.
ولكن بينما تشير الدراسات إلى أن النساء قد يحتجن إلى مزيد من النوم مقارنة بالرجال، فإن احتياجات النوم تختلف من فرد لآخر بناءً على العوامل البيولوجية، الهرمونية، والاجتماعية. جودة النوم ونمط الحياة الصحي هما العاملان الأهم لضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة. في نهاية المطاف، سواء كان الشخص رجلًا أو امرأة، يجب أن يكون الهدف هو الحصول على نوم كافٍ لاستعادة النشاط والحفاظ على الصحة العامة.