رئيس التحرير
فاروق بدير
مدير تحرير
عادل عبد الحميد

logo

رئيس مجلس الإدارة: حسام البحيري رئيس التحرير: فاروق بدير مدير تحرير: عادل عبد الحميد

عاجل

رآي

محمد الهادي يكتب: رأي قابل للنقد "تعلم الفن .. فالموهبة وحدها لا تكفي"

الهادي: الموهبة وحدها لا تكفي

كتب: بقلم محمد الهادي
مع اقتراب فتح باب التقدم للالتحاق بمعاهد أكاديمية الفنون المتنوعة.. أقول لكم، كما قيل لي من قبل: "تعلم الفن ولا تكتفِ بالموهبة وحسب، إذا أردت لنفسك التميز، والنجاح، والاستمرار".
كلمات من ذهب جاءت على لسان صاحب التاريخ الفني الحافل بالأعمال الخالدة الفنان الراحل (محمود ياسين) في لقاء قصير لم تتعد مدته الدقائق الخمس جمعني به قبل زمن -وأنا لم اتجاوز بعد السابعة عشر عام- بمهرجان الأصالة الذي كان يقام بمدينة العريش، ذلك عند طلبي منه دخول الوسط الفني!. لتُغيّر نصيحته وجهتي بالكامل لاحقًا -بعد دراستي الجامعية الأولى- إلى تعلم الفن أو تحديدًا فن كتابة السيناريو على يد أساتذة مختصين بالمعهد العالي للسينما.
لكن مع الأسف الشديد، وفي ظل غياب الوعي واختفاء القدوة وقلة إدراكنا لأهمية العلم والتعلم. بل وضياع الموهبة النقية الجادة؛ بسبب الجهل بأسس التدعيم وكيفية التطوير، ومع بزوغ عصر "السوشيال ميديا" والنجاح عبر "التريندات"، بات النجاح على الموهومين غير الموهوبين أمر يسير!. فمن خلال مقطع فيديو لا يتجاوز دقائق معدودات يحتوي على كثيرٍ من الاستخفاف واللاشيء على الإطلاق، أو عبر نشر أغنية هابطة مبتزلة مسروقة الكلمات والألحان كما حدث منذ أيام مع أحد الشعراء بتعدي أحد مؤدي المهرجانات على كلمات إحدى قصائده، يمكنك حينئذٍ أن تصبح علمًا مشهورًا وفنانًا له جمهور من الشباب والمراهقين المفتقدين للقدوة الحقيقية، وتتهافت على استضافته القنوات الفضائية -الكبيرة والصغيرة على حدٍ سواء- كل هذا بين ليلة وضحاها، أو بالأحرى قُل بين سويعات ولحظات. لنتفاجئ بهذا المدعو بـ (الفنان) يمضي عقدًا لفيلم هنا أو لإعلان هناك!.
أعلم جيدًا أنه لا يحق لنا أن نحجر على من يحلمون بالشهرة والمال أو يطمحون إلى النجاح، طالما امتلكوا الموهبة والمقومات. حتى إن وضعتهم ظروف الحياة للعمل في أي مهنة بسيطة قبل ذاك، فهذا أمر لا ينتقص منهم شيئًا، والطموح في حد ذاته ليس حكرًا على أحد.
"احلم بما شئت واجتهد متى استطعت، ولكن ليس على حساب تدمير الذوق العام". وتلك هي أزمتي الحقيقية مع من يسمون أنفسهم بـ "البلوجرز" ومطربي المهرجانات –إذا جاز لنا وصفهم بالمطربين من الأساس- وإن كنت لا اتقبل "المهرجانات" على المستوى الشخصي، كنوع غنائي، إلا أنه لا يمكنني أيضًا إنكار أنها باتت الآن لونًا فنيًا جديد له جمهوره ومريديه!.
فجميعهم وباختلاف حجم موهبتهم، هم نتاج مجتمع كامل فقد القدرة على التمييز بين الغث والسمين. ولا اتهم أحدًا من هؤلاء، فهي شهوة متأصلة في النفس نقع ضحيتها إذا ما فسد الحرث والنسل وتم الاستهانة بدور العلم، بالإضافة إلى الرغبة في التربح السريع على حساب قيمنا المجتمعية والأخلاقية. ورغم ذلك، فلا يتوجب علينا أن نعفي أنفسنا من المسؤولية؛ حيث تركنا عقولنا لهؤلاء الموهومين المتعشطين لسقاية أحلام الشهرة والمال لديهم على حساب الارتقاء بالوعي والذوق العام.
لكن، فهذا لا يعني أن المواهب الاستثنائية لا يحق لها النجاح إذا لم تتهيء لها الظروف في أن تصقل موهبتها بالتعلم والدراسة المتخصصة، لكنها بالطبع لم ولن تستمر إذا لم تكن غير قابلة لتطوير الذات أو واعية بما تقدمه لجمهورها. ولنا في ذلك الفنان الكبير الزعيم "عادل إمام" خير مثال، فهو كما يعلم الكثيرون ليس من ابناء أكاديمية الفنون، لكنه بموهبته ووعيه بمشكلات مجتمعه وفهمه لدوره الحقيقي كفنان، إضافة لتتلمذه على يد أهم فناني الكوميديا الكبار الأستاذ "فؤاد المهندس"، فقد استطاع إمام أن يتربع على عرش النجومية وأن يحتل قلوب جماهيره لعقودٍ طوال ولا يزال. فهل أنت بما لديك من جهالة وموهبة مُنتقصَة أيها المُدَّعي الموهوم، سيمكنك أن تُبقي على نجاحك المؤقت المزعوم؟!
أعتقد أنك تجيب على نفسك الآن دون انتظار إجابة مني على هذا السؤال. لذا، أكرر تعلم الفن أو طور من موهبتك دومًا.. واطلع على كل ما هو جديد في مجالك.. اعرف كل شيء عن شيء، واعرف شيء عن كل شيء.. كن واعيًا بما يجب أن تقدمه لجمهورك، وبما ينفع الناس ولا ما لا ينفعه.. وأخيرًا وليس آخرًا، لا تنساق وراء شهوة الشهرة والمال، فتخسر احترام الناس لك وتخسر من قبل احترامك لنفسك.. وهذا هو الأهم.

الكلمات المفتاحية:


احدث المقالات

الأهلي يهزم الاتحاد السكندرى 83-80 ويتوج بدورى مرتبط السلة حسين الجسمي يطرح أغنيته الجديدة "أه يا خسارة" سامح حسين يقدم sale على مسرح السلام الخميس و الجمعة المخرج رامي إمام يفجر مفاجأة جديدة عن زعيم السينما المصرية الفنان عادل امام

الاكثر قراءة

تخفيض اجرة السوزوكي في مدينة الشروق .. تعرف على السعر الجديد تشغيل خطوط سير داخلية جديدة في مدينة الشروق "بتوقيت ماما" حملة أطلقها طلاب بإعلام القاهرة للتوعية بمراحل الحمل لينا فراج تعود بالحجاب: تأثير ملحوظ على الفتيات المحجبات

اقرأ المزيد من جميع الاقسام