"مأساة إنسانية مزدوجة: عاملات المنازل الأفريقيات في لبنان بين نار الحرب والهجر"
كتب: فاطمة سمير
في ظل الأحداث الدامية التي شهدها لبنان جراء القصف الإسرائيلي الأخير، برزت مأساة إنسانية أخرى تضاف إلى معاناة الشعب اللبناني، وهي معاناة العاملات المنزليات الأفريقيات اللواتي وجدن أنفسهن ضحايا مزدوجة: ضحايا الحرب، وضحايا الهجر من قبل أصحاب العمل.
فقد أظهرت شهادات عديدة لعدد من العاملات الأفريقيات في لبنان، تعرضهن لصدمات نفسية كبيرة جراء أصوات الانفجارات المتواصلة، مما تسبب لهن في حالة من الخوف والهلع. كما اضطرت العديد منهن إلى مغادرة منازل أصحاب العمل بحثًا عن الأمان، ليتعرضن بعد ذلك للاستغلال أو التشرد.
هذه الأحداث سلطت الضوء على أوضاع العاملات المنزليات في لبنان، وكشفت عن الانتهاكات التي يتعرضن لها، سواء كانت هذه الانتهاكات مادية أو نفسية. كما أظهرت هشاشة وضعهن القانوني، وعدم وجود حماية كافية لهن.
أثارت هذه القضية استياء العديد من المنظمات الدولية والمحلية العاملة في مجال حقوق الإنسان، والتي دعت إلى ضرورة التدخل العاجل لحماية هذه الفئة من العاملات، وتوفير المأوى والرعاية اللازمة لهن.
تعتبر معاناة العاملات المنزليات الأفريقيات في لبنان مثالاً صارخًا على التحديات التي تواجهها الفئات الضعيفة في أوقات الأزمات. وتدعو هذه الحادثة إلى ضرورة إعادة النظر في القوانين والسياسات التي تحكم عمل العاملات المنزليات، وتوفير الحماية الكافية لهن.