المرأة المصرية في الإعلام: بين النجاح والصعوبات
كتب: مريم هاني
كانت المرأة المصرية من أوائل النساء العربيات اللواتي اقتحمن مجال الإعلام. في عام 1934، بدأت أمينة السعيد مسيرتها كواحدة من أولى الصحفيات المصريات، لتصبح لاحقًا رئيسة تحرير مجلة “حواء”، حيث قدمت نموذجًا للمرأة التي تجمع بين الجرأة والمهنية. وفي الإذاعة المصرية، دخلت المرأة الساحة مع بث أول إذاعة رسمية عام 1934، حيث سجلت العديد من الإذاعيات حضورًا قويًا في البرامج الثقافية والترفيهية.
خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، مع تنامي دور المرأة في المجتمع، بدأت النساء يظهرن بشكل أكبر في التلفزيون والصحافة.
وفي تلك الفترة، لمع اسم الإعلامية سامية صادق، التي ساهمت في تطوير البرامج الحوارية. ومع تطور التلفزيون في السبعينيات، زاد حضور النساء في تقديم البرامج الإخبارية والاجتماعية، وإن كان مقتصرًا في البداية على الأدوار التقليدية.
رغم هذا التطور، لا تزال المرأة المصرية في الإعلام تواجه تحديات عديدة.
تقتصر غالبًا على تقديم البرامج الاجتماعية والفنية، بينما يسيطر الرجال على السياسة والاقتصاد.
علاوة على ذلك، تواجه النساء انتقادات تتعلق بالمظهر وأسلوب التقديم أكثر من التركيز على الكفاءة المهنية.
لكن مع ظهور الإعلام الرقمي، تغيرت القواعد. استطاعت الإعلاميات الشابات إنتاج محتوى مستقل عبر منصات مثل يوتيوب وإنستغرام، ما ساعدهن في تجاوز القيود التقليدية وإيصال أصواتهن لجماهير جديدة.
لضمان مستقبل أكثر عدالة للمرأة في الإعلام، تحتاج المؤسسات لدعمها من خلال إتاحة فرص قيادية وبرامج تدريبية متخصصة، بجانب تعزيز ثقافة المساواة.
اليوم، تحمل المرأة المصرية إرثًا طويلاً من النجاح في الإعلام، وتواصل كسر الحواجز، لتثبت أنها ليست مجرد متحدثة باسم النساء، بل رمز للتغيير ودفع الإعلام المصري نحو مستقبل أكثر تنوعًا وتمثيلًا.