فن الرسم بالرمال: إبداع يتحدى الزمن
كتب: مريم هاني
الرسم بالرمال هو شكل فني فريد يعكس الإبداع البصري ويجمع بين البساطة والجمال الغامض. يعتمد هذا الفن على استخدام الرمال كوسيلة لإنشاء لوحات على أسطح زجاجية مضاءة، ما يمنح اللوحات بعدًا فنيًا خاصًا. ورغم أن هذا الفن يتميز بكونه غير دائم، فإن تأثيره يبقى عميقًا في الذاكرة بفضل قوته التعبيرية وفرادته.
تعود أصول فن الرسم بالرمال إلى العصور القديمة، حيث استخدمته بعض الشعوب في طقوس دينية واحتفالات تقليدية، لكن هذا الفن شهد تطورًا ملحوظًا في العصر الحديث ليصبح أحد أشكال الفنون المعاصرة التي تستقطب جمهورًا واسعًا. الفنان الذي يمارس هذا الفن يقوم بنحت وتشكيل الرمال باستخدام أصابعه على سطح زجاجي مضاء، لتصبح اللوحات التي يخلقها مثل قصص بصرية تنبض بالحياة. يتفاعل الفنانون مع الرمال بشكل حركي، حيث يتغير الشكل باستمرار، مما يمنح كل لوحة سحرًا خاصًا وتحولًا مستمرًا يعزز من قيمة العمل الفني.
ما يميز الرسم بالرمال هو طبيعته المؤقتة؛ فالفنان قد يقضي ساعات طويلة في العمل على اللوحة، لكن ما إن ينتهي العرض حتى تختفي اللوحة وتعود الرمال إلى حالتها الأولى،هذا التنقل بين الوجود والاختفاء يضفي على الفن طابعًا فلسفيًا عميقًا، يُبرز جمال اللحظة العابرة.
ومن أشهر فناني الرسم على الرمال في العالم كذلك
هو الفنان والمخرج الفلسطيني أحمد حبش الذي أبهر العالم بالعديد من أعماله الرائعة.
في النهاية، يظل فن الرسم بالرمال علامة فارقة في تاريخ الفن الحديث، حيث يحمل في طياته رسالة عن الزمن، التحول، والجمال في أبسط أشكاله.