قصف إسرائيلي "عنيف ومباشر" يطال مستشفى كمال عدوان، ومدرسة تؤوي نازحين في غزة
كتب: نورهان سعيد
أفادت هيئة الدفاع المدني في قطاع غزة أن الغارات الإسرائيلية التي استمرت من مساء السبت وحتى صباح الأحد أسفرت عن مقتل 28 فلسطينيًا على الأقل، بينهم أطفال ونساء، في هجمات استهدفت منازل ومرافق حيوية. وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن غارة جوية دمرت منزلًا لعائلة أبو سمرة في مدينة دير البلح وسط القطاع، ما أدى إلى مقتل 13 فردًا على الأقل. كما استهدفت غارة أخرى مدرسة موسى بن نصير شمال غزة، التي كانت تؤوي أسرًا نازحة، وأسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص، بينهم أربعة أطفال.
في سياق موازٍ، تعرض مستشفى كمال عدوان شمال القطاع لقصف مدفعي مكثف من الدبابات الإسرائيلية. وأكد الدكتور حسام أبو صفية، مدير المستشفى، في تسجيل صوتي أن القصف وقع دون سابق إنذار، حيث اخترقت النيران جدران أقسام العناية المركزة والاستقبال وحضانات الأطفال، مما ألحق أضرارًا جسيمة وأسفر عن وقوع إصابات. وأوضح الدكتور أبو صفية أن الطواقم الطبية والمصابين يعيشون أوضاعًا صعبة تحت القصف المستمر، وأن جيش الإحتلال الإسرائيلي طالبهم بإخلاء المستشفى رغم وجود أكثر من 80 مريضًا وجريحًا داخله. ووصف الهجوم بأنه "غير مسبوق" وناشد المجتمع الدولي التدخل العاجل لوقف ما وصفه بـ"مسلسل القتل المستمر".
من جهة أخرى، أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية بيانًا أعربت فيه عن قلقها البالغ إزاء القصف المكثف الذي استهدف المستشفى بطريقة "غير مسبوقة". وأشارت الوزارة إلى أن الهجمات الإسرائيلية تركزت على أقسام الرعاية والحضانات بشكل مباشر، مؤكدة أن هذه الجرائم تعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. وحملت الوزارة المجتمع الدولي المسؤولية عن الوضع المأساوي في غزة، داعية إلى تحرك فوري لإنقاذ المدنيين.
وعلى صعيد آخر، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا أن الطائرات الحربية الإسرائيلية نسفت عدة مبانٍ سكنية في رفح جنوب قطاع غزة، بالتزامن مع إطلاق نار مكثف من المروحيات، مما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين. وفي رفح وخان يونس، أسفرت غارتان منفصلتان عن مقتل خمسة أشخاص، في حين قتل أربعة آخرون جراء قصف سيارة مدنية في مدينة غزة.
وفي إحصائية أولية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، بلغ عدد القتلى الإجمالي في القطاع حتى الآن 45,227 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، بينما تجاوزت الإصابات 107,573 حالة. وأكدت الوزارة أن آلاف الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض، وأن طواقم الإسعاف والإنقاذ تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى المصابين بسبب شدة القصف.
من جانبه، قال جيش الإحتلال الإسرائيلي في بيان إن الهجمات استهدفت "مسلحين من حركة حماس" كانوا يستخدمون مدرسة موسى بن نصير مركزًا للتخطيط لعمليات عسكرية، زاعمًا أن تلك الهجمات موجهة بدقة لضرب البنية التحتية العسكرية.